معلقة ....... الصمت والهذيان

معلقة ....... الصمت والهذيان

يفر القلم من بين أصابعي باحثا عن طاقية الإخفاء
بحثت عنه فلم أجده .... وإنما سمعته يتمتم بكلمات لم أفهم منها سوى ... كلمتين أثارتا الرعب في قلبي....
أتعلمون بماذا يتمتم ؟ .... أتعلمون ماذا ينوي ؟...
يود لو يختفي من الوجود...... او يصبح اسما مدفونا تحت أوراقي الشاحبة ..... يتمني ..و يتمني ... أمنيات كثيرة لم استطع أن أحصيها ... ولكنها أمنية أحزنت قلبي ....
وهي رحيله من الوجود .... ليسكن مقبرة الوحوش
يتركني ليرحل إلى .......!!
ولكن مهلا .... أرى عقارب ساعتي تقترب رويدا رويدا ...
أنصت فأسمع دقاتها ... وكأنها تعزف لي سنفونية العمر ..
و من شدة شوقي.... التفت لأراها تشير بعقاربها الى تمام (الواحده ) بعد منتصف الليل ....
أجل الواحدة الساعة التي كنت أنتظرها بفارغ الصبر.... فقد حان الوقت ... وجاء الموعد المنتظر .... لنبدأ ... رحله الهلوسة في جمجمة الضياع ... في جيب شحاذ .... في عقل مجنون ... أو في كف عراف
الآن يقرع جرس الهذيان... لنتسامر معا ...
فمن سيبدأ الحوار .... أنا أم أنت ؟ ..هيا من منا سيمزق الصمت ... لا يهم من يبدأ أنا أم أنت ؟ ...
المهم أن نبدأ الحور فهاهي........ الحروف تحزم أمتعتها وتشدها للرحيل فقد سئمت وملت الانتظار ...
لقد رأت بعينها اغتصاب الكلمات في مقصلة الحب ...
فتعالى حبيبي فالوقت أقترب...
وليل أراه يحمل تذاكر السفر ... بتجاه الرحيل ...
فتعالى حبيبي ....
نسهر ... ونتسامر سويا ....
نسهر في خانات الجنون .... ونتسكع فوق ارصفه الشجون
لنرقص على أنغام الغضب ... من مقطوعة العذاب ..
فوق سجادة الضياع ... ونرشف من قدح الشجون ...
أذوب من شدة الخوف ... وأنا ... ارتشف قدح الفزع ...
آه حبيبي .....
ماذا أفعل ... بل ماذا أقول .... عندما تحين ساعتها يمتطي صهوة عقلي ألف مجنون وألف عاقل ... يفر عقلي من هذياني ولكنة يتعثر .... يتعثر.... بثرثرتي المبعثرة .... يسقط من عتبه الزمان هاويا في دوامة النسيان ... عجبت من حالي الناس يسعون إلى الأمام .... وأنا أجرجر إقدامي إلى الخلف
لا أعلم لماذا ؟ ... هل هو خوفا من المستقبل أم عشق للماضي بالآمة وأحزانه..... رباه الآهة أرددها في حجرات قلبي المظلمة .... فقد أضحت جمجمتي وكرا للغربان المتمردة .... للكلمات الهاربة تأتي لها من شتي أنحاء العالم لتستوطن جمجمتي وتتخذها وكرا لها ......
تتسابق أنفاسي مع الزمان .... فبعد مرور أعواما وقرون... حان الوقت لأحرفي المصلوبة لتدب فيها الحياة....
وتأتي لتبكي إمامك .... ولكن هيهات ...
تلفظ أنفاسها قبل الوصول للساني
فقد كانت تغتال في جوفي الكلمات .... ولكنها رغم ذلك تحاول الوصول للنور.... وتسعي جاهدة لتصل......
كي تفشي بأسرار طالما... احتفظت بها
تحاول وتحاول... وتحاول الوصول وهي تنازع الموت
.. تلفظ أنفاسها الأخيرة وفي طريقها تختنق بغبار الذكريات .... وصلت أجل وصلت إلى لساني ولكن بعد فوات الأوان ... عندما انتحرت الأحرف ولفظت أنفاسها الأخيرة .... وأصبحت جثة ملقاة على شفاه الزمن... عندها يرتعش لساني من الخوف .... فعندما تشد الكلمات الرحال إلية ...
تغتال إمام عينية وهو مشلول الحركة
يحاول مرارا الوقوف على قدمية الف مرة
ولكن يعود خائب الأمل
حبيبي......
أري الشمس خلف ستار الليل....... تغزل الفجر..... وتطرزه بأشعتها .... والكلمات لا تزال رافضة الإبحار
(( في معلقة الصمت والهذيان ) ) آه .... آه .... و آه مآبي اليوم أرى عفاريت السهر تحوم في غرفتي
والليل ... الليل ... مالي آراه يتسحب
وكأنه رافض قبول الهزيمة من قبل النهار ....
ولكن أظن بأنني سوف أخلد للراحة الأبدية....أصرخ وأصرخ ...... ولكن أحد يسمعني ... أو من مجيب ... لأنني أصرخ في مدينة الصم ويرضخ صوتي في سماء الصم في عالم الصم....... ثم يعود صدى صوتي يغتال في جوفي ....
لأنني أنا أيضا (( خرسي )) ....
فلا أحد يسمعني ... ولا أستطيع أن اسمع العالم صرخاتي...
و لا أستطيع حتى سماع نفسي صرخاتي .... فالعام لا يسمع
فهل يسمع الأصم نداء الأبكم ؟؟؟
سؤال كان ولا يزال يحيرني !!!!
[center]